السبت، 13 مارس 2010

ارسم حياتك

ارسم حياتك 


قد يكون العنوان ملفتاً للانتباه قليلاً
وقد تتباين وجاهت النظر وتختلف تجاه تفسير العنوان، فهناك من سيرى أنه يستطيع أن يرسم حلمه، وآخرون يقولون أن الظروف تمنعهم من رسم حياتهم ، وفريق ثالث يؤكد أنه من الأسهل أن يرسم الآخرون له حياته.
والفارق كبير بين كل وجهة نظر، لكننا هنا لن نتحدث عن اختلاف وجهات النظر، بقدر ما سنتحدث عن كيفية رسم حياتك بنفسك
من خلال خبرتي السابقة كمحاضر ومدرب في مجال التنمية البشرية والتطوير الذاتي، ومن قبل ذلك ككاتب في بعض المجلات والجرائد المصرية والعربية، لفت انتباهي عدد الناس الذين يمتلكون مواهب وقدرات رائعة، لكنهم لا يعلمون عنها شيئاً، يخفونها حتى عن أنفسهم، يخافون منها، يريدون فقط أن يعيشوا هكذا مثلهم مثل الآلاف والملايين غيرهم، ولكنهم بمجرد ما يتنبهوا لها ، فإنهم يبدأون في الحياة بأسلوب مختلف عما كانوا يعيشون به سابقاً، وسواء انتبهوا لها عن طريق كتاب قرأوه، أو محاضرة، أو دورة تدريبية، فالتأثير الذي يشعرون به بعد ذلك يؤكد لهم أنهم يستحقون أن يعطوا أنفسهم حياة أفضل، ويا للعجب، فهذا باستطاعتهم تحقيقه بسهولة.
نعود للسؤال الأساسي في موضوعنا، كيف استطيع أن أرسم حياتي
سأشرح هنا بعض المقتطفات السريعة، حتى لا يمل القارئ، وحتى يصل لاستفادة معقولة في حياته
اعتبر حياتك رواية، أو قصة، أو حتى قصيدة شعرية
فكل ما سبق عندما يتم تأليفه، يكون في عقل المؤلف وخياله هدف بعيد يريد توصيله من خلال ما يكتب، فالروائي يحدد هدفه من قبل أن يبدأ في كتابة الرواية، وهذا الهدف الأخير لا يتغير، قد تتغير بعض الأحداث في المنتصف، قد يظهر خط درامي ويختفي آخر، قد تتبدل طباع بعض الشخصيا، ولكن تبقى النهاية دوماً هي الأهم
وهكذا هي حياتنا، إن لم نكن نعرف ونحدد ما النهاية التي نريدها، ما الأثر الذي نريد تركه، ما الحلم الذي نريد تحقيقه في النهاية، إن لم نكن نعرف ذلك فإننا نقع أسرى الأحداث الصغيرة، والتغييرات الضئيلة، ونتركها بصدر رحب تغير في حياتنا وتحملنا معنا بكل سهولة، كما يحمل الهواء أوراق الشجر الجافة.
هذه هي البداية حدد النهاية، الغاية الكبرى، ماذا تريدها أن تكون؟.

بعد هذا يأتي دور وضع الأحداث وفصول الرواية
فكيف تريد أن تحقق هذا الهدف البعيد في النهاية، ما التسلسل الذي ستسير عليه في حياتك حتى تحققه، لا تقول لا أعرف، فصدقني انت تعرف جيداً، ولكنك فقط لم تفكر في هذا من قبل
قد تكون جربت وضع خطة لمدة سنة، أو شهر، ولكن هل جربت من قبل وضع خطة حياة
هذا ما أسميه أنا ( ارسم حياتك ) فأنت ترسمها وتحدد تفاصيلها الدقيقة بيدك أنت
لا تدع أحداً آخر يمسك بيدك وأنت ترسم، كن أنت المتحكم الوحيد، فهي روايتك، ولوحتك الفنية، وفي الأصل هي حياتك
ويجب أن تراعي عند تحديدك لتلك التفاصيل الصغيرة، أي الاهداف القريبة والمرحلية أن تحافظ على مواصفات الهدف المثالي وهذه المواصفات هي
الهدف يجب أن يكون
محدد
طموح
واقعي وقابل للتحقيق
قابل للقياس( مثال: حققت هدفي بنسبة 80% )
محدد بزمن

هذه المواصفات الخمسة يجب توافرها في الهدف لزيادة نسبة تحقيقه، فقد يضع أحدهم هدفاً غير واقعي على الإطلاق، فإذا به يصاب بالاحباط اذا لم يحققه، وآخر يضع هدف غير طموح، فلا يشعر بالرضى التام عن نفسه وتحقيق هدفه، وثالث لا يحدد وقتاً لتحقيق هدفه فإذا الأيام والشهور وأحياناً السنين تمر وهو لم يحقق أي شيء.

وبعد كل ذلك لا تنس أهم شيء في الحياة، وهو العمل
ابدأ بالتنفيذ فوراً ولا تؤجل، وتذكر دائماً مقولة ( ما تأخر من بدأ ) بمعنى أنك مادمت قد قررت أن تبدأ في رسم حياتك، فإنك لم تتأخر أبداً، وقد شاهد ذلك بعض ممن حضروا معي الدورة التدريبية ( ارسم حياتك ) فقد جاوز بعضهم سن الخمسين، ولكنهم اقتنعوا تماماً بأنهم مادام بهم حياة وروح ويستطيعون التنفس، فإن الحياة مازالت أمامهم ليعيشوها كما ينبغي، ويرسموها لأنفسهم بأيديهم
وأخيرأ أختم بمقولتي التي أرددها كثيراً
لا تجعل غايتك في شيء مهما كان عزيزاً على نفسك
ولا تجعلها في شخص مهما كان قريباً إلى قلبك
بل اجعلها في رضى الله
فهو خالق النفس، ومالك القلب

محمد شاكر
كاتب ومحاضر ومدرب في مجال التنمية البشرية والتطوير الذاتي

هناك 15 تعليقًا:

rose يقول...

انا عجبنى المقال جدا يا محمد لانه بيشرح حال كل واحد مننا فى حين انك تحط هدف معين اعتقد انه مش سهل، يعنى مثلا حد زى انا بشتغل فى وظيفه كويسه وليها مستقبل جامد وفيها ممكن احدد الهدف وعلى اساسها ارسم حياتى بس انا حاسة انى بعمل كده علشان انا فى المكان ده يعنى مش مبسوطه فى حين الموضوع محتاج شغل كتير وجهد جبار وانا بحاول اعمل ده وفى نفس الوقت مش عندى رؤيه او هدف محدد اعمله غير انى اشتغل على اللى انا فيه المشكله انى حاسة انى بمثل على نفسى فكرة النجاح والطموح فى المجال الى شغالة فيه.حد فاهم حاجة.....المهم الموضوع حلو اوى

zahra يقول...

جزاك الله خيرا يا محمد الموضوع بجد حلو اوى وعشان الواحد يبقى مرتاح فى حياته لازم يرسمها صح عشان يعيشها صح ....بس الموضوع ده مش سهل اوى يمكن عليا عارفه هدفى وعارفه خطوات تحقيقه بس للاسف مش بتحرك اصل انا اخترت هدف كبير اوى ودايما بحس ان فى حاجه بتعطلنى او حاجه هتوقفنى وترجعنى لنقطه البدايه كل مرة مش عارفه اعمل ايه يا ترى اغير الهدف اللى نفسى اوصله ولا اغير فى الخطه نفسها ......

Mr.PRESIDENT يقول...

رائع يا استاذ محمد بارك الله فيك واكثر من امثالك

غير معرف يقول...

"لا تجعل غايتك في شيء مهما كان عزيزاً على نفسك
ولا تجعلها في شخص مهما كان قريباً إلى قلبك
بل اجعلها في رضى الله"
ربنا يفتح عليك يا استاذ محمد...المعنى ده بجد ناس كتير محتاجة تفهمه عشان قلبها يرتاح...اى هدف سواء كان شئ او شخص هو مجرد وسيلة للغاية العظمى و هى ارضاء الله سبحانه و تعالى :)

غير معرف يقول...

"لا تجعل غايتك في شيء مهما كان عزيزاً على نفسك
ولا تجعلها في شخص مهما كان قريباً إلى قلبك
بل اجعلها في رضى الله"
ربنا يفتح عليك يا استاذ محمد...المعنى ده بجد ناس كتير محتاجة تفهمه عشان قلبها يرتاح...اى هدف سواء كان شئ او شخص هو مجرد وسيلة للغاية العظمى و هى ارضاء الله سبحانه و تعالى :)

غير معرف يقول...

قد نتأثر كثيرا يما نقرأه ،أو قد نعتقد أنها بداية التغيير لحياة ومنهاج أفضل وذلك بعد حضور دورة تدريبية شيقة ،ولكن يبقى الفيصل دائما وهو : ان تبدا العمل ،ان تضع قدماك على الطريق وتبدأ فى السير ..المهم هنا هو الخطوات العملية بعد ذلك ....... وحتى يكون الهدف والرؤية صحيحين..يجب أن تكون الغاية منهما فى اتجاه رضاء الله سبحانه وتعالى .......أحييك و أهنئك بشدة على المدونة ياا.محمد...ربنا يوفقك ويثبت خطاك.........منال محمد محمد عبد المنعم

















لا

م. عزيز عيد يقول...

مبروووووووك يا محمد على المدونة
بنردد كتير الدنيا مسرح كبير لكن عمرنا مسألنا نفسنا أيه دورنا على خشبة المسرح ده أغلبنا بيعامل نفسه معاملة مسرح العرايس لكن للأسف بيكون من العرايس بردو مش من الي بيحركوها

Mr.Shaker يقول...

Rose
أتمنى يكون المقال فعلاً عجبكو استفدتي منه، وده جزء بسيط من دورة تدريبية بعملها اسمها ( ارسم حياتك )
جميل جداً انك بتشتغلي في مكان زي مابتوصفيه ليه مستقبل، بس اللي مش جميل انك مش مبسوطة فيه، ممكن ده يكون راجع علشان انتي بتعمل أهداف صغيرة من غير مايكون فيه رؤية كبيرة واضحة قدامك لحياتك ومستقبلك، أو الغاية الكبرى عندك مش ظاهرة قدامك ومش حاساها أوي
على فكرة انك تمثلي النجاح ده شيء كويس، بس مؤقتاً
يعني مثلي انك ناجحة لو انتي عارفة عايزة تروحي فين وتوصلي لفين
انما لو مش عارفة هتفضلي تمثلي على طول
ياريت أكون قدرت أفيدك بالرد ده

Mr.Shaker يقول...

Zahra
جزاني وأياكم كل خير
نصيحة مني أوعي تغيري هدفك مهما كان كبير
خليكي عارفة انك هتتعبي شوية، بس في الآخر هتوصليله، والايام الصعبة دي هتبقى خبراتك اللي بتحكيها للناس لما يبقوا عايزين يسمعوا قصة نجاحك
غيري في الخطة، انما ماتغيريش الهدف الكبير

Mr.Shaker يقول...

Mr.President
رربنا يخليك يا أحمد

Mr.Shaker يقول...

غير معرف

بالظبط هو أي شيء بنعمله لازم يكون له هدف أعلى وأكبر وهو ارضاء الله عز وجل
أحيانا بحب اقول عليه ( تجديد النية )

Mr.Shaker يقول...

أ/ منال
علشان كده دائماً بأكد على الناس انهم يبدأوا يعملوا حاجة ولو صغيرة تقربهم من هدفهم
ولو تفتكري في كورس ارسم حياتك، كله عمل الخطة، وناس سألتني في وسائل يبددأوا بيها
حتى لو الفعل صغير أوي، بس ان شاء الله هيوصل للهدف
أسعدني تعليقك وردك

Mr.Shaker يقول...

زيزو
بجد فرحت لما عرفت ان انت اللي رديت
وعلشان نكون مخرجين ومؤلفين حياتنا مش مجرد عرايس حد بيحركها
لازم نتعلم ازاي نرسمها ونخطط لها صح

غير معرف يقول...

ماشاء الله بجد المقال جميل جدااا جزاك الله كل خير. انا الحمد الله رسمه لنفسى هدف فى حياتىورسماله خطه للوصول اليه بس اكتر حاجه بتاخرنى انى اجى فى نص الطريق ولقى نفسى ان اصرارى بيقل.... ربنا يوفقك

sama sayed يقول...

فالروائي يحدد هدفه من قبل أن يبدأ في كتابة الرواية، وهذا الهدف الأخير لا يتغير، قد تتغير بعض الأحداث في المنتصف، قد يظهر خط درامي ويختفي آخر، قد تتبدل طباع بعض الشخصيا، ولكن تبقى النهاية دوماً هي الأهم وهكذا هي حياتنا، إن لم نكن نعرف ونحدد ما النهاية التي نريدها، ما الأثر الذي نريد تركه، ما الحلم الذي نريد تحقيقه في النهاية، إن لم نكن نعرف ذلك فإننا نقع أسرى الأحداث الصغيرة، والتغييرات الضئيلة، ونتركها بصدر رحب تغير في حياتنا وتحملنا معنا بكل سهولة، كما يحمل الهواء أوراق الشجر الجافة. هذه هي البداية حدد النهاية، الغاية الكبرى، ماذا تريدها أن تكون؟.
اتعودت ان مقالاتك دايما بتيجي فوقتها
ده بالظبط الككلام اللي عايزة اسمعه لنفسي بصوت عالي
thank you 4 the everu thing
*ربنا يباركلك*